هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التعريف بالكنيسة الارثوذكسية الجزء الثالث

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
yakoob

yakoob


عدد الرسائل : 121
تاريخ التسجيل : 21/09/2007

التعريف بالكنيسة الارثوذكسية            الجزء الثالث Empty
مُساهمةموضوع: التعريف بالكنيسة الارثوذكسية الجزء الثالث   التعريف بالكنيسة الارثوذكسية            الجزء الثالث I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 02, 2007 2:39 am

المعتقدات الإيمانية للكنيسة القبطية

الفصل الأول

إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
في الله وجوده وثالوثه


أولاً: الإيمان بوجود الله

نحن نؤمن أن الله موجود، وذلك بحسب قول الكتاب المقدس: "يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن أنه موجود". (رسالة العبرانيين 6:11)

1ـ هل الله موجود؟
كثير من الناس ينكرون وجود الله، ويريدون أن يروه ليؤمنوا به. وهذا الإدعاء قديم الزمن، فقديما قال أبيقور الفيلسوف اليوناني: "أين هو الله؟ إن كان يوجد إله، فدعوه ينزل لي هنا حتى أؤمن به؟"

الواقع أن نفس السؤال قائم إلى اليوم، وإن اختلف الأسلوب، فالكثيرون يقولون: "أين هو الله؟" ويطالبون بتطبيق المنهج العلمي للاستدلال على وجوده. ووسائل المنهج العلمي معروفة التي هي: التجربة، والمشاهدة، والاستنتاج، للخروج بحقائق يقينية.



2ـ هل يمكن تطبيق المنهج العلمي على إدراك الله؟
الواقع إن أردنا أن نطبق المنهج العلمي للتيقن من وجود الله بعقولنا، فلابد أن نضعه تحت مستوى البحث لكي نفهمه. فكلمة "يفهم" باللغة الإنجليزية هي "understand" وهذه الكلمة تتكون من مقطعين همــا: “under” + “stand” فيكون معنى الكلمة: أن أضع الله تحت مستوي إدراكي لكي أفهمه، تماما مثل أي شيء مادي آخر. فلكي نرى الأشياء الدقيقة، نقوم بوضعها تحت الميكروسكوب لكي نراها. وعلماء الفلك يستعملون التلسكوب لكي يروا الكواكب البعيدة وهكذا ... فالمنهج العلمي يضع الأمور تحت إمكانياته لكي يستطيع أن يفهمها.

لكن الله لا يمكن وضعهunder our stand لأنه هو في الواقع above our stand أي فوق مستوى العقل والإدراك البشري المحدود، فلا نحتاج لميكروسكوب لكي نفحصه ولا تلسكوب لكي نقربه بل نحتاج إلى "إيمانوسكوب". حيث أن "سكوب" تعني "رؤية"، وبالتالي "إيمانوسكوب" تعني "الرؤية الإيمانية"، فبدون الإيمان لا نستطيع أن نفهم الله، كما هو مكتوب "لا بد أن الذي يأتي إلى الله يؤمن أن الله موجود" (عب11: 6).

3ـ كيف يمكن للإنسان أن يؤمن بالله؟
يمكن للإنسان أن يؤمن بالله بالبحث عنه في المرجع المتخصص في هذا العلم، أعني علم معرفة الله. فكل علم له مراجعه المتخصصة، فإن أردت أن تدرس الطب فادرسه في كتب الطب، وإن أردت أن تدرس القانون فلترجع إلى كتب القانون .... وهكذا مع كل التخصصات.
والواقع أنك لا تستطيع أن تدرس القانون في كتب الطب مثلا. فهكذا الحال عندما تريد أن تدرس شيئا عن الله فادرسه في المرجع المتخصص في ذلك وهو الكتاب المقدس، ففيه كل ما يريد الإنسان أن يعرف عن الله والإيمان به والحياة معه في هذا العالم وفي الحياة بعد الموت.


ثانياُ: الإيمان بأن الله روح وليس مادة

كان الوثنيون يؤمنون أن الله صنم، ويمثلوه بأشكال مختلفة مثل ثعبان أوجعران أوثور أوخلافه. ولكن الله الحقيقي غير ذلك تماما، إذ يقول الكتاب المقدس [المرجع الكتخصص في علم الله]: "الله روح والذين يسجدوا له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" يو (24:4).

فهذا هو إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بل والمسيحية عموما في الله أن روح لا مادة. فهو لا يرى بالعين المجردة.

ثالثاً: الإيمان أن الله واحد في ثالوث

نحن نؤمن أن الله واحد في ثالوث، والثالوث هو الآب والابن والروح القدس. هذا ما يتضح من قول السيد المسيح لتلاميذه: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى28: 19)

قد يرى البعض صعوبة في فهم الثالوث في الوحدانية. ولكن إذا نظرنا إلى الإنسان الذي خلق على صورت الله، نرى أن الإنسان رغم أ،ه كيان واحد إلا أن فيه ثالوث واضح يتكون من: قلب وعقل وروح. فالروح هو عنصر الحياة، والعقل هو عنصر الحكمة، والقلب هو عنصر المحبة. وهؤلاء الثلاثة هم في الإنسان الواحد.

رابعا: الإيمان بصفات الله

من أهم صفات الله التي نؤمن بها هي أنه محب. وهذا ما وضحه يوحنا الرسول بقوله: "... الله محبة" (1يو4: Cool

وفي محبته خلقنا على صورته ومثاله كما يقول الكتاب المقدس: "فخلق الله الإنسان على صورته ..." (1تي6: 17)

وبدافع من محبته جاء إلينا عندما سقطنا في الخطية لكي يفدينا ويردنا إلى إحضانه الأبوية مرة ثانية، كقول الكتاب "هكذا أحب الله الع الم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
الفصل الثاني

إيمان الكنيسة القبطية بالوحي الإلهي
(أي الكتاب المقدس)

تؤمن الكنيسة القبطية أن الكتاب المقدس كله هو موحى به من الله. إذ يقول معلمنا بولس الرسول "كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر" (2تي 16:3)
ونؤمن أن الكتاب المقدس يتكون من عهدين، العهد قديم والعهد جديد.

أولا: العهد القديم
يتكون العهد القديم من الأسفار القانونية الأولى والأسفار القانونية الثانية.

(1) الأسفار القانونية الأولى: وتشمل:

1ـ كتب الشريعة الخمسة: وهي
سفر التكوين، والخروج، اللاويين، العدد، والتثنية.
2ـ الأسفار التاريخية: وهي:
سفر يشوع، وقضاة، وراعوث، وصموئيل الأول، وصموئيل الثاني، والملوك الأول، والملوك الثاني، وأخبار الأيام الأول، وأخبار الأيام الثاني، وعزرا، ونحميا واستير.
3ـ الأسفار الشعرية: وهي:
سفر أيوب، وسفر المزامير، وسفر الأمثال، وسفر الجامعة، وسفر نشيد الأناشيد.
4ـ أسفار الأنبياء الكبار: وهي:
سفر اشعياء، وارميا، ومراثي أرميا، وحزقيال، ودانيال.
5ـ الأنبياء الصغار: وهي:
سفر هوشع، ويوئيل، وعاموس، وعوبيديا، ويونان، وميخا، وناحوم، وحبقوق، وصفنيا، وحجي، وزكريا، وملاخي.

(2) الأسفار القانونية الثانية: وهي:
سفر طوبيا، ويهوديت، ، وتتمة سفر استير، وحكمة سليمان، ويشوع بن سيراخ، وباروخ، وتتمة سفر دانيال، ومكابيين أول، ومكابيين ثاني.

هذه الأسفار القانونية الثانية لا يؤمن بها البروتستانت، وحجتهم في ذلك أن بعض اليهود لم يكونوا يؤمنون بها، والسبب هو أنها اكتشفت بعد عزرا ونحميا.

والواقع أنه بعد موت عزرا ونحميا وجدت هذه الأسفار في حفريات الهيكل. فانقسم اليهود بإزائها بين مؤيد ورافض لمصداقيتها.

وتجدد هذا الخلاف حينما جاءت المسيحية ودخلها يهود ممن لا يؤمنون بهذه الأسفار الأخيرة، فصار نقاش حول قانونيتها حتى قرر مجمع هيبو سنة 393م قانونيتها.




ثانيا: العهد الجديد
ويشمل:
(1) الأناجيل الأربعة: وهي: إنجيل متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا.
وتتكلم البشائر الأربعة عن حياة السيد المسيح وأعماله ومعجزاته وكلامه الذي نطق به في عظات أو تعليقات على مواقف متعددة. ثم آلامه وصلبه ودفنه وقيامته من الأموات.

(2) سفر أعمال الرسل: وتكلم عن الكنيسة الأولى في عهد الرسل وامتدادها في في بقاع كصيرة.

(3) الرسائل: وهي رسائل بولس الرسول، ويعقوب الرسول، وبطرس الرسول، ويوحنا الرسول، ويهوذا الرسول. وكلها رسائل تعليمية عن الحياة المسيحية.

(4) سفر الرؤيا: وهو السفر النبوي الذي يتحدث عن الأمور التي ستحدث في المستقبل حتى المجئ الثاني للمسيح.

ونحن نعتبر الكتاب المقدس هو مصدر كل تعليم، وكل عقيدة، وكل سلوك روحي، فمعلمنا بولس الرسول يقول "إن كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تي2: 16و17).


كيفية الاستفادة من
الكتاب المقدس

الواقع أن هناك طرق كثيرة لدراسة الكتاب المقدس ولكننا هنا سوف نوضح أحداها فقط، وهي الراسة التطبيقية، أي قراءة الآيات وتطبيقها على حياتنا الشخصية ببساطة، لنرى ماذا نستفيد منها.
أول: اختر سفرا معينا من الكتاب المقدس، ابدأ مثلا بإنجيل معلمنا يوحنا البشير
ثانيا: اقرأ بانتظام يوميا جزءا واحدا من الإصحاح [حوالي خمسة آيات].
ثالثا: بعد قراءة هذا الجزء مرة ومرتين محاولا أن تفهم معناه، اسأل نفسك: ماذا يقول الرب لي من خلال هذا الجزء؟ فقد يتكلم الرب إليك عن واحدة مما يأتي:
1ـ خطية معينة في حياتك تذكرتها وأ،ت تقرأ هذا الجزء، عندئذ ارفع صلاة للتوبة طالبا مغفرة من الرب لحين أن تعترف بها أمام الكاهن.
2ـ عطية معينة اكتشفت من هذا الجزء الذي قرأته أن الرب قد منحها لأبنائه، فاشكر الرب عليها.
3ـ وصية معينة وجدتها في هذا الجزء، فاطلب من الرب نعمة لكي تنفذها في حياتك.
4ـ وعد معين يريد الرب أن يعطيه لك، فاطلبه منه بالصلاة وبإيمان.
5ـ مثل أعلى يريدك الرب أن تتشبه به، فاطلب معونة الرب لكي تستطيع أن تفعل ذلك.
6ـ صفة من صفات الرب الرائعة، سبح ومجده وامدحه الرب عليها.




الفصل الثالث

إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
في خلاص الإنسان

الخلاص هو قصة الحب الإلهي معلنة على الصليب، وتكتمل فصولها على طول الزمان.

وفي بساطة نستطيع أن نقول إن الخلاص معناه (الإنقاذ) فمثلا قولنا: "الخلاص من الغرق" نعني بذلك: "الإنقاذ من الغرق".

ولتوضيح إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الخلاص نناقش المواضيع التالية:

1ـ جوانب الخلاص.
2ـ النعمة والجهاد في قضية الخلاص.
3ـ الإيمان والأعمال في قضية الخلاص.



أولا: جوانب الخلاص

تشتمل جوانب الخلاص على:
1ـ إنقاذ من عقوبة الخطية.
2ـ إنقاذ من سلطان الخطية.
3ـ إنقاذ من جسد الخطيـة.

دعنا أيها القارئ العزيز نستوضح معاني هذا الكلام باختصار شديد.

الجانب الأول : إنقاذ من عقوبة الخطية

إذا ارتكب أحدنا خطية معينة من الخطايا فإنه يتبكت ويتألم لأنه يرى شدة غضب الل بسبب هذه الخطيةه، ويحس بأنه يستحق الموت، لأنه فعل الشر في عيني الرب إلهه …

هذا شعور سليم لأن الكتاب المقدس يقول: "أجرة الخطية هي موت"(رو23:6).

فان كان هذا هو شعورنا فإننا نستطيع أن نفهم معنى الخلاص. فالخلاص هو إنقاذنا من عقوبة الخطية ودينونتها. وبالتالي فهو إنقاذ من عقدة الشعور بالذنب التي نشعر بها بسبب الخطية. فالكتاب المقدس يعلنها صريحة أنه "لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح".(رو1:Cool.

فالرب يسوع المسيح بموته على الصليب قد فدانا من عقوبة الخطية، واحتمل في جسده عقوبة خطايانا ليطلقنا مبررين. يقول الكتاب المقدس: "والرب قد وضع عليه إثم جميعنا" (اش6:53).

هل تثق يا أخي وتؤمن في كفاية دم المسيح المسفوك عنك ليرفع عنك العقوبة التي تستحقها؟ فالكتاب المقدس يقول: "ونحن متبررين الآن بدمه نخلص به من الغضب".(رو9:5).

أم أنك تعيش حزينا مرتجفا من العقاب الأبدي غير واثق في تبرير الرب لك بدمه. الواقع إنك إن لم تثق في ذلك، فانك تنقص من قيمة دم المسيح وعمله الكفاري على الصليب!!.

أليس على هذا الأساس الإيماني المتين صار قبولنا لسر المعمودية المقدسة وممارستنا لسر التوبة والاعتراف حتى نحصل على الخلاص من عقوبة خطايانا؟!

فالمعمودية هي موت ودفن وقيامة مع المسيح لحياة جديدة تختلف تماما عن حياة أهل العالم الذين يعيشون لأنفسهم ولذواتهم. فالحياة الجديدة هي حياة محصورة في المسيح ولأجله ولتمجيد اسمه.

أما سر التوبة فهو الندامة على السلوك الخاطئ، والأعمال التي يسقط فيها الإنسان عن ضعف أو جهل أو كسل، ثم يقوم ليواصل مسيرته الروحية بعد التخلص من دنس الخطية. فالكتاب المقدس يقول: "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يو1: 9)

ولكن هل معنى هذا أننا نتمادى في خطايانا وشرورنا على حساب دم المسيح؟ كلا..

أريدك أن تلاحظ جيداً أن الكتاب عندما قال: "إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع" أكمل قائلا: "السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح"(رو1:Cool.

والسيد المسيح نفسه قال لمريض بيت حسدا بعد أن شفاه من مرض الجسد ومرض الخطية "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر".(يو14:5).

وبولس الرسول يؤكد هذا القول بقوله: "فماذا نقول. أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها".(رو1:6،2).

فالخلاص من عقوبة الخطية قد تم فعلا بدم المسيح وموته الكفاري على الصليب، وينتقل إلينا عن طريق أسرار الكنيسة. وعن هذا قال قداسة البابا شنودة الثالث:
[حقا إن الخلاص قد تم على الصليب بالفداء بدم المسيح، ولكن نقل هذا الخلاص إلى الناس تقوم به الكنيسة عن طريق الكهنوت والأسرار المقدسة]
كان هذا عن الجانب الأول من الخلاص، أما الجانب الثاني للخلاص فهو:

الجانب الثاني: إنقاذ من سلطان الخطية

هذا هو المعنى الثاني للخلاص أو النوع الثاني للخلاص. فالإنقاذ من سلطان الخطية ومحبتها لا يقل أهمية وقيمة عن الإنقاذ من قصاص الخطية وعقوبتها.

وربما يتواجه التائب مع ضعفه عن أن يتخلص من سلطان الخطية وقوتها، وقد يصل به الأمر إلى حد اليأس!!!

ولكن شكراً لله بيسوع المسيح ربنا الذي قيل عنه "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله .. إذ هو حيٌّ في كل حين ليشفع فيهم".(عب25:7).
والخلاص أو التحرير من سلطان الخطية له شقان:

(1) الشق الإلهي:
من المؤكد أن الرب يسوع لم يسدد الدين الذي علينا فحسب بل قد وهبنا روحه الذي يحررنا من سلطان الخطية ومحبتها والعبودية لها. هوذا معلمنا بولس الرسول يتكلم عن اختباره في هذا الأمر، فبعد أن كان يصرخ متأوِّها: "أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي .. ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت".(رو23:7،24)، نراه بعد ذلك يقول "إن ناموس روح الحياة في المسيح قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (رو2:Cool، وقال أيضا "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في4: 13).

السر في هزيمتك المتوالية يا أخي هو أنك لم تدع الروح القدس يملأ كيانك كله ليحررك من عبودية الخطية، فداوم الصلاة بثقة ورغبة كاملة كما علمتنا الكنيسة أن نقول: "أيها الملك السمائي المعزي روح الحق الكائن في كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات ومعطي الحياة هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا" (الأجبية).

ومع هذا فإن قوة المسيح تسري فينا أساساً من خلال سر الميرون [أو سر التثبيت] وسر التناول [أيضا لنثبت في الرب ويثبت هو فينا]، فعندما نثبت فيه نستطيع أن نقوم بجانبنا البشري.

(2) الجانب البشري:
والجانب البشري يشمل ضرورة الجهاد ضد العالم والشيطان وضد الإنسان العتيق الفاسد.
1ـ الجهاد ضد العالم: معلمنا يوحنا الحبيب يدعونا إلى محاربة محبة العالم إذ يقول: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الله. لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة …" (1يو2: 15ـ 17) ولهذا ينبغي على المؤمن أن يكون في حرب دائما ليرفض عروض العالم وأفكاره التي تفصله عن الشركة مع فاديه ومخلصه الرب يسوع المسيح.

2ـ الجهاد ضد الشيطان: يقول معلمنا بطرس الرسول "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان …" (1بط5: 18و19) لذلك ينبغي أن نقاوم الشيطان في جهاد مقدس كل أيام حياتنا.

3ـ الجهاد ضد الإنسان العتيق: يقول معلمنا بولس الرسول "عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضا للخطية … إذن لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته" (رومية 6: 6و12)

يلاحظ من هذا الكلام حقيقتان:
+ الحقيقة الأولى: هي أن إنساننا العتيق قد صلب مع المسيح بالمعمودية.
+ والحقيقة الثانية: هي أن هذا الجسد المائت لازالت له شهوات ينبغي أن لا نطيعها.
فكيف يكون ذلك؟ كيف يكون للجسد المائت شهوات؟

ولحل هذه المشكلة العويصة أعطيك مثالا يفسر لنا هذا الأمر ويحل الإشكال: فإن المجرم المحكوم عليه بالإعدام لا ينفذ فيه حكم الإعدام في قاعة المحكمة عقب صدور الحكم مباشرة، ولكنه يعاد إلى السجن لينتظر موعد تنفيذ الحكم. ففي هذه الفترة من لحظة صدور الحكم حتى تنفيذه، هل يعتبر هذا المجرم ميتاً أم لا؟
الواقع أنه ميت وفي نفس الوقت غير ميت، ميت قانونا وحي فعلا.

هكذا الإنسان العتيق الفاسد يعتبر ميتا قانونا منذ المعمودية، التي قبل فيها المعمد حكم الموت على جسده العتيق، ولكنه في الواقع لا يزال حيا حتى ينفذ فيه حكم الموت يوم المجيء الثاني للرب يسوع المسيح. ولهذا وجب الجهاد ضد شهوات هذا الجسد، وهذا هو مفهوم الجهاد الروحي ضد الإنسان العتيق الفاسد.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shababelmalak
Admin
shababelmalak


عدد الرسائل : 228
الموقع : shababelmalak.all-up.com
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

التعريف بالكنيسة الارثوذكسية            الجزء الثالث Empty
مُساهمةموضوع: شكرا على المساهمه   التعريف بالكنيسة الارثوذكسية            الجزء الثالث I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 20, 2007 9:16 pm

شكرا على الموضوع الجميل ده وربنا يعوض تعب محبتك


التعريف بالكنيسة الارثوذكسية            الجزء الثالث Cards0vypk3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shababelmalak.all-up.com
 
التعريف بالكنيسة الارثوذكسية الجزء الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات الكتابيه :: منتدى المنقشات المسيحيه-
انتقل الى: