موضوع: الإيمان والأعمال في خطة الخلاص الخميس أكتوبر 04, 2007 12:12 am
[ لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت ] (يع 2: 26)
الإيمــــــان
الحديث عن دور الإيمان في خطة الخلاص يشمل: إيضاح مفهومه، وحتميته، ومجالاته، وثماره.
أولا: مفهوم الإيمان: الواقع أن للإيمان معنيين: 1- المعنى العقيدي: وهو التصديق اليقيني الواثق في وجود الله وصدق كلامه ومحبته ووعوده وفي استجابته لكل ما يرجوه الإنسان لخيره وفيما يتفق ومشيئة الله والإيمان بالكنيسة وعقيدتها وأسرارها. وعن هذا يقول معلمنا بولس الرسول "أما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى". (عب 11: 1). 2- المعنى الروحي: وهو قبول السيد المسيح في القلب "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يو 1: 12).
ثانيا: حتمية الإيمان: هل الإيمان أمر هام وحتمي للإنسان؟ نعم الإيمان أمر هام وحتمي، فقد أمرنا الرب يسوع المسيح أن يكون لنا إيمان بالله في قوله "ليكن لكم إيمان بالله" (مر 11: 22). ويقول أيضاً معلمنا بولس الرسول "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب 11: 6). وهناك آيات عديدة يضيق المجال بذكرها.
(2) الإيمان بالكتاب المقدس: جاء في بشارة معلمنا مرقس البشير "توبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر1: 15).
(3) الإيمان بمواعيد الله: قال معلمنا بولس الرسول عن أبينا إبراهيم "وتيقن أن ما وعد به الله هو قادر أن يفعله أيضاً" (رو4: 21).
(4) الإيمان في الفداء الذي صنعه الرب بسفك دمه: إذ يقول معلمنا بولس الرسول "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه..." (رو 3: 24و 25).
(5) الإيمان بهبة الحياة الأبدية: كما يقول معلمنا بولس الرسول "أما هبة الله فهي حياة أبدية" (رو 6: 23).
رابعا: ثمار الإيمان: ما أروع وما أعظم ثمار الإيمان، سأذكر منها البركات التالية: (1) الغفران: يقول معلمنا بطرس الرسول "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا". (أع 10: 43). (2) التبرير: يقول معلمنا بولس الرسول "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح"(رو5: 1). (3) الخلاص: يقول معلمنا بولس الرسول "بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان" (أف 2: 5و .
(4) التبني: قال معلمنا بولس الرسول "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غل 3: 2).
(5) الفرح: قيل عن سجان فيلبي أنه "تهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله" (أع 16: 34)
(6) السلام: يصلي معلمنا بولس الرسول لمؤمن رومية قائلاً "وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان" (رو 15: 13). (7) الغلبــة: يقول معلمنا يوحنا الرسول "لأن كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا" (1 بو5: 4و 5).
( الحياة الأبدية: يقول معلمنا يوحنا البشير "لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
(9) الكرازة بجرأة: يقول معلمنا بولس الرسول "فإذ لنا روح الإيمان عينه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت. نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً" (2كو4 : 13)
كان هذا باختصار عن الإيمان بأبعاده وثماره. وننتقل الآن إلي مناقشة دور الأعمال في خطة الخلاص.
الفصل الثاني الأعمال
لفهم دور الأعمال في قضية الخلاص يلزمنا أن نعرف: مفهوم الأعمال، وحتميتها، وأنواعها، وغايتها. حتى نستطيع أن ندرك أهميتها ودورها وارتباطها بالإيمان كنسيج واحد في ثوب الخلاص المجيد. أولا: مفهوم الأعمال: الأعمال هي كل ما يقوم به الإنسان من جانبه مع عمل النعمة فيه. وسوف نرى كيف أن الأعمال ليست ثمنا للخلاص، ولكنها في ذات الوقت وسيلة لا يمكن تجاهلها لنوال الخلاص، بل هي أيضا ثمرة حتمية لنعمة الخلاص. ثانيا: حتمية الأعمال: تتضح أهمية الأعمال في خطة الخلاص من خلال الآيات التالية:
(1) قول الرب يسوع المسيح الفائق "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16).
(2) وأيضاً في قول معلمنا يعقوب "هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته" (يع 2: 17)
(3) وكذلك قوله "ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت" (يع 2: 20) (4) وأيضاً قوله "لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت" (يع 2: 26).
ثالثا: أنواع الأعمال: الواقع أن للأعمال أنواع مختلفة منها:
(1) أعمال كوسيلة للخلاص مثل: أ) التوبة: هي عمل إنساني لازم للخلاص، إذ يقول الرب يسوع "توبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر 1: 1).
ب) الطلبة: والطلبة أيضاً عمل يقوم به الإنسان لازم أيضاً للخلاص "اللهم ارحمني أنا الخاطي" (لو13:18). ج) التصديق (الإيمان): وهذا أيضاً عمل بشري لابد منه لأن "من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً" (1يو 5: 10)، "آمن بالرب يسوع فتخلص..." (أع31:16). د) المعمودية: فالسيد المسيح يقول "من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16). هذا عن الأعمال كوسيلة للخلاص وأيضا هناك:
(2) أعمال يقوم بها الإنسان لإتمام خلاصه مثل: أ- الجهاد: إذ يقول معلمنا بولس الرسول "ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلي رئيس الإيمان ومكمله" (عب 12: 1و 2) ب- الحرب الروحية: يقول معلمنا بولس الرسول "ألبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس" (أف 6: 11). ج- المثابرة: يقول الرسول "لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4). د- عدم اليأس: يقول ميخا النبي "لا تشمتي بي يا عدوتي. إذا سقطت أقوم. إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي " (ميخا 7: . هذا عن الأعمال التي يقوم بها الإنسان لإتمام خلاصه، بقي أيضا:
(3) أعمال كثمر للخلاص مثل: أ) الأعمال التي تليق بالتوبة: اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (مت 3: . ب) أعمال المحبة: لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه" (عب10:6). ج) الأعمال أساس الدينونة: "ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي... بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت34:25-40).
رابعاً: غاية الأعمال: إن الغاية العظمى من الأعمال الحسنة التي يعملها المؤمن هي تمجيد اسم الله القدوس. يتضح ذلك مما يلي:
(1) قول الرب يسوع المسيح "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16)
(2) قول معلمنا بطرس الرسول "وأن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة لكي يكونوا فيما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون الله في يوم الافتقاد من أجل أعمالكم الحسنة التي يلاحظونها" (1بط 2: 1).
الفصل الثالث اعتراضات والرد عليها
(1) الاعتراض الأول: يعترض البعض علي أهمية الأعمال بقولهم: إن التبرير ليس بالأعمال: ويسوقون لذلك قول معلمنا بولس الرسول "لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه. لأن بالناموس معرفة الخطية" (رو 3: 20). ويؤيدون كلامهم بما قاله أيضاً معلمنا بولس الرسول "إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما. (غل 2: 16). وللرد علي ذلك نقول: إن كلام معلمنا بولس الرسول في كلتا الآيتين هو واحد إذ أنه يقاوم حركة التهود التي ظهرت من اليهود الذين دخلوا المسيحية وأرادوا أن يرتدوا إلي العبادة اليهودية ومؤداها أنهم كانوا ينادون بحتمية التمسك بناموس العهد القديم بما فيه من ذبائح دموية، ولهذا قال لهم معلمنا بولس الرسول أن أعمال الناموس هذه لا يتبرر بها أحد لأن ذبيحة المسيح هي الذبيحة الوحيدة للفداء والتبرير ويلزم لذلك الإيمان بالمسيح يسوع لا بأعمال الناموس.
(2) اعتراض آخر: يقولون أن الخلاص ليس بالأعمال بل بالإيمان ويتمسكون بقول معلمنا بولس الرسول "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد" (أف 2: 8و 9). ويؤيدون وجهة نظرهم بما قاله معلمنا بولس الرسول أيضاً "الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية" (2تي 1: 9) وآيات أخرى من هذا القبيل: وللرد علي ذلك نقول:
أن معلمنا بولس الرسول يريد أن يؤكد حقيقة هامة وهي أن الأعمال ليست ثمناً للخلاص، فالخلاص في حد ذاته هو نعمة من الله، ولا نستطيع أن نشتري هذه النعمة بأي ثمن. ولكن هذا الأمر لا يلغي أهمية الأعمال كوسيلة حتمية لنوال الخلاص كما سبق أن أوضحنا في هذا المقال.
الرب القدير يجعلنا مستحقين أن نؤمن ونعمل لمجد اسمه القدوس. آمين.
shababelmalak Admin
عدد الرسائل : 228 الموقع : shababelmalak.all-up.com تاريخ التسجيل : 17/09/2007
موضوع: شكرا على المساهمه السبت أكتوبر 20, 2007 8:45 pm