كلمة بارامون أو برامون اصطلاح كنسي طقسي تعرفه كنائس العالم كله - ظهر في القرون الوسطي تفسير لمعني البرامون علي أنه يعني خلاف العادة فكلمة برامون هو تعريب لكلمة يونانية أصل الفعل لها هو ( بارامينو) بمعني ( ثبت - مكث - لبث - استمر - داوم وهو فعل يتردد في أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ( أمثال 12: 7 ، دانيال 11: 17 ، 1 كورنثوس 16: 6 ) - والكلمة اليونانية ( برامونس ) تأتي كصفة للأشخاص أو الأشياء أو كوصف لظرف من الظروف لتفيد معني مستمر - ثابت - مثابر ) - أما إن أتت الكلمة اليونانية كاسم فتكون ( براموني ) وتفيد واحدا من المعاني التالية أمر بالاستمرار في الخدمة - الثبات والمداومة - السهر والترقب ( لاسيما عشية الاعياد) - الحفظ - وفي الكتابات العربية الطقسية المعاصرة جاءت الكلمة ( برامون ) تحمل تفسيرات كثيرة تدور كلها حول واحد من هذه المعاني الأساسية السابقة حيث فسرت الكلمة علي أنها تعني : المداومة والاستمرار في السهر استعدادا للعيد ، زيادة الاستمرار والمداومة ، انتظار العيد ، ، استعداد فوق العادة ,أخيرا : حفظ اليوم الواحد . وهكذا أصبح تعبير البرامون هو التعبير المسيحي الذي حل محل التعبير اليهودي القديم براسكيف ليشير إلى الاستعداد الذي يسبق العيد حيث انتقل هذا المفهوم إلى بعض الأعياد الكبرى لاسيما عيدي الغطاس والميلاد فاحتفظ التقليد القبطي بعيدين يسبقهما برامون وهما عيدي الميلاد والغطاس وهو ما تعرفه أيضا الكنيسة السريانية . احتفظت الكنيسة البيزنطية بأربعة برامونات تسبق أعياد الفصح والعنصرة والميلاد والظهور الإلهي ( الغطاس )
* مراحل تطور البرامون كطقس استعداد للعيد . .
اقترن عيد الغطاس في مصر بيوم الاستعداد ( برامون ) يتقدمه ومعروف أن كنيسة مصر هي أول كنيسة في المسكونة تحتفل بعيد الغطاس ومنها عرف هذا العيد في كل العالم المسيحي ومن ثم عرف فالبرامون معروف في مصر وبالتالي في الشرق المسيحي منذ البداية - أما أقدم إشارة موثقة فتأتينا من القانون الأول للبابا ثيؤفيلس البطريرك الإسكندري ال23 ( 384 - 412م ) قد يقع عيد الغطاس أحيانا بحيث يتفق أن يكون هو يوم الرب هو يوم الاستعداد له ( البرامون ) فلنتصرف بحكمة وبما يليق باليومين فنأكل يوم الأحد شيئا من الأثمار حتى لا نقع في بدعة عدم تكريم يوم الرب ولكن لا نهمل الصوم كل الإهمال فنمتنع عن أكل أي شيء بعد ذلك حتى صلاة المساء ومن هذا القانون يتضح لنا الملامح الأولي للبرامون والتي تنحصر في
1-برامون العيد هو لمدة يوم واحد فقط يسبق العيد أيا كان وقوعه ضمن أحد أيام الأسبوع 2-صوم يوم البرامون كان إلى الساعة التاسعة من النهار ( الثالثة بعد الظهر بالتوقيت الإفرنجي ) 3-لم يكن يعقب صوم البرامون قداس بل يختم بصلاة الساعة التاسعة من النهار
وفي حين قد عرف البرامون مبكرا في الشرق لكنه لم ينتشر في الغرب إلا في غضون القرن الثامن الميلادي - وحدث أن تطور ا ليتورجيا سريعا قد لحق بطقس البرامون في الغرب وهو ما انتقل تأثيره مع الوقت إلى الشرق أيضا ومن أهم هذه التأثيرات القداس الذي لحق بنهاية صوم البرامون - ومن المستقر في الكنيسة الآن أنه إذا وقع اليوم السابق لعيد الميلاد أو الغطاس يوم سبت أو أحد وهما يومان من الأسبوع لا يجوز الصوم الانقطاعي فيهما فيكون يوم البرامون هو يوم الجمعة السابق لهما مباشرة ونتيجة لذلك التطور الذي طرأ علي طقس البرامون ابتعد يوم البرامون عن كونه اليوم السابق مباشرة للعيد لأنه حتى في هذا الوضع الأخير لا نقول أيام البرامون لأن البرامون هو ليوم واحد فقط وأول إشارة ترد إلينا عن هذا الترتيب الجديد لطقس البرامون نقرأها عند أبن كبر فيقول وأن اتفق الميلاد يوم الحد نقل الباراموني من السبت الذي قبله إلى يوم الجمعة الذي يتقدمه ليصام فيه إذ ليس يجوز صيام يوم السبت إلا سبتا واحدا وهو الذي يليه يوم أحد القيامة.