تعتبر كنيسة البشـارة في مدينة الناصرة ثالث أهم مكان مقدس للديانة المـسيحية، بعد كنيسة القيامة في الـقدس وكنيـسة المهـد في بيت لحم. وتاريخياً، يعود اسم الكنيسة الى احـد أهم الأسس في العقيدة المسيحية، وهي تبـشير المـلاك جبرائيل مريم العذراء بحملها. وقد بنيت الكنيسة فوق بيت مريم العذراء وزوجها يوسـف.
تشير الحفربات الاثرية إلى ان أول كنيسة بنيت في الناصرة هي كنيسة البشارة
زيارة الكنيسة :
بنيت الكنيسة الحالية عام ٦٠-١٩٦٩ من الإسمنت المسلح وغطيت من الخارج بالحجارة. تحمل الواجهة الرئيسية تمثالا برونزيا للمسيح الفادي وتحته نجد مشهد البشارة والإنجيليين الأربعة. الواجهة الجنوبية مكرسة لمريم الفتاة وتحمل الكتابة «السلام عليك يا سلطانة». وإلى اليسار يمكن مشاهدة جزء من الحائط الصليبي. يشاهد الداخل كنيستين إحداهما فوق الأخرى. السفلى مبنية على شكل مغارة ترتكز كلها حول المغارة التي هي مسكن العائلة المقدسة. أما الكنيسة العليا فهي مكرسة لتكريم مريم العذراء أم الله المتجسد.
الكنيسة السفلى :
الهيكل الرئيسي مكرس للتجسد والعمدان عبارة عن عناصر هندسية من الحقب السابقة.
كانت المغارة تستخدم للسكن منذ العصر الحديدي وحتى الحقبة الرومانية. شكلها الحالي يعود للعصر الصليبي حيث تم تعديلها لتصبح جزءا من الكنيسة الكبرى. أما الدرج فهو من صنع الآباء الفرنسيسكان بنوه لتسهيل النزول إلى المغارة والخروج منها. والهيكل أيضا من صنعهم ويعود لعام ١٦٠٠ وعليه الكتابة القائلة: «هنا الكلمة صار جسدا».
تجسد الكلمة :
لوقا ١، ٢٦-٣٨
وفي الشهر السادس، أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. فدخل إليها فقال:
«إفرحي، أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك». فدخلها لهذا الكلام اضطراب شديد وسألت نفسها ما معنى هذا السلام.
فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة عند الله. فستحملين وتلدين ابنا فسميه يسوع. سيكون عظيما وابن العلي يدعى، ويوليه الرب الإله عرش أبيه داود، ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولن يكون لملكه نهاية». فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا ولا أعرف رجلا؟» فأجابها الملاك: «إن الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تظللك، لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يدعى. وها إنّ نسيبتك أليصابات قد حبلت هي أيضا بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعى عاقرا. فما من شيء يُعجز الله». فقالت مريم: «أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك». وانصرف الملاك من عندها.
الكنيسة العليا :
الفسيفساء الرئيسي في صدر الكنيسة من وحي اللاهوت الفرنسيسكاني ويمثل صورة مريم وسيطة النعمة وإعلان المجمع المسكوني الڤاتيكاني الثاني بأن مريم هي أم الكنيسة «الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية». وفي وسط اللوحة يقوم المسيح مؤسس الكنيسة وقربه القديس بطرس والعذراء المكللة تحيط بهم جماعة الكنيسة التي تسير نحو المسيح.
كنيسة القديس يوسف :
ويقال لها كنيسة العائلة المقدسة حيث عاش يسوع مع مريم ويوسف. في موقع الكنيسة في أيام المسيح كانت تقوم القرية القديمة. وتقوم المدينة الحالية فوق الجبل إلى أعلى وهو الموقع الذي يقول لوقا عنه أنهم قادوا يسوع إلى خارج المدينة إلى حرف الجبل الذي كانت مدينتهم مبينة عليه (لوقا ٤، ٢٩) .
فكانت قرية صغيرة فقيرة ولكن كانت هي الموضع الذي اختاره الله فأصبحت مركزا لاهتمام البشرية.