هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سفر المزامير من 33 : 35

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
FAQ

FAQ


عدد الرسائل : 60
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 16/10/2007

سفر المزامير من 33 : 35 Empty
مُساهمةموضوع: سفر المزامير من 33 : 35   سفر المزامير من 33 : 35 I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 28, 2007 6:17 pm

المزمور الثالث والثلاثون
ترنيمة نصرة وفرح

ارتباطه بالمزمور السابق
من الواضح أن هذا المزمور كتب كتكملة للفكر الوارد فى المزمور السابق ، حيث يكشف عن أسباب إضافية لتهليل الأبرار وفرحهم فى الرب .

دعوة للتسبيح
اختتم المزمور السابق بالحث على التسبيح لله بفرح وبهجة وافتخار ، الآن يفتتح المزمور بذات الدعوة ، مقدما المرتل أسبابا إضافية كبواعث للتسبيح .
" ابتهجوا أيها الصديقون بالرب ،
للمستقيمين ينبغى التسبيح .
اعترفوا للرب بقيثار ،
وبكينارة ذات عشرة أوتار رتلوا له .
سبحوا له تسبيحا جديدا ؛
ورتلوا له حسنا بتهليل " [ 1 – 3 ] .
1 – يرى البعض أن الكلمة العبرية المقابلة للفعل " ابتهجوا " هى فى الأصل تعنى : " ارقصوا فرحا " ، وهو تعبير قوى جدا عن التهليل الحى ، حيث يهتز كيان الإنسان الداخلى طربا من أجل اللقاء مع الله ، كما رقص داود النبى أمام تابوت العهد ( 2 صم 6 : 14 ) ، وكما ارتكض ( رقص ) الجنين فى أحشاء القديسة أليصابات عند زيارة القديسة مريم لها .
هذا التسبيح أو رقص الكيان الداخلى هو هبة إلهية كثمر للروح القدس الواهب الفرح .
2 – سر البهجة أو التسبيح هو الرب : " ابتهجوا ... بالرب " ؛ نفرح به لا بذواتنا ، نفرح بحضرته لا ببركاته الزمنية .
3 – " للمستقيمين ينبغى التسبيح " : إن كان التسبيح هو هبة إلهية ، عطية الروح القدس للمؤمنين ليمارسوا الحياة السماوية المفرحة ، فإنه فى نفس الوقت التزام ، إذ يليق بالمؤمن الذى يمارس الحياة التقوية أن يتمتع بامتيازه ، فيسبح الله كملاك متهلل .
4 – " سبحوا له تسبيحا جديدا " [ 3 ]
كثيرا ما نقرأ عن التسبحة الجديدة فى سفر المزامير ( 96 ، 98 ، 149 ، .... ) ، كما نسمع عن الترنيمة الجديدة فى السماء ( رؤ 5 : 9 ، 14 : 3 ) .
إن كانت الجبال ترنم للرب ( إش 55 : 12 ) ، وأيضا الأودية ( مز 65 : 13 ) ، وأشجار الوعر ( 1 أى 16 : 33 ) وكواكب الصبح مع بنى الله ( أى 38 : 7 ) ، إذ الكل ، السمائيون والأرضيون ، الخليقة العاقلة والجامدة ، يسبحونه بكونه خالقهم المهتم بالكل ، فإننا نحن الذين تمتعنا بعمله الخلاصى كمراحم جديدة نختبرها كل يوم فى معاملاته معنا ، نسبحه تسبيحا جديدا .
يشير هنا إلى " تسبحة جديدة " دون إشارة إلى آلات موسيقية ، لأنها تسبحة سماوية لا تحتاج إلى آلات موسيقية أرضية .
يسألنا المرتل أن نسبحه تسبيحا جديدا ينبع عن الإنسان الداخلى ، دائم التجديد بعمل الروح القدس . نسبحه من أجل مراحمه الجديدة كل صباح ، إذ يشرق شمس البر فينا ، واهبا إيانا استنارة روحية ، نسبحه بإنساننا الجديد إذ صلب الإنسان القديم بأعماله الشريرة !

لنترك مركبات العالم ولنمتط مخافة الرب ، تلك المركبة الإلهية القادرة أن ترفعنا فوق كل الأزمات والضيقات ، تجتاز بنا فوق الموت ، ولا يحاصرنا غلاء أو وباء ، وكما يقول المرتل :
" هوذا عينا الرب على خائفيه والمتكلين على رحمته ،
لينجى من الموت أنفسهم ويعولهم فى الغلاء " [ 18 ، 19 ] .

صلاح الله [ 20 – 22 ]
" أنفسنا تنتظر الرب فى كل حين ،
لأنه هو معيننا وناصرنا .
وبه يفرح قلبنا ،
لأننا على أسمه القدوس اتكلنا .
فلتكن رحمتك يارب علينا ،
كمثل اتكالنا عليك " [ 20 – 22 ] .
يتمتع خائفوا الرب بنظرات الله الحانية ، الواهبة النعم ، التى تكشف عن اهتمام شخصى وتقديره للنفس البشرية ... الأمر الذى يفرح قلب المؤمن .
مع تمتعه بالخلاص ، وإدراكه لقوة اسم الله القدوس ، لا يكف المرتل عن الصراخ طالبا رحمة الله ، حتى وسط تسبيحه ، مدركا أن ما يناله هنا هو عربون لأمجاد لا يعبر عنها فى الحياة الأبدية .
وكأنه مع كل نصرة ، وكل نجاح ، وكل شبع يزداد الحنين نحو الشبع الكامل فى الملكوت الأبدى فيمتزج الفرح بصرخات القلب الخفية وأنينه نحو التمتع باللقاء الأبدى مع الله وجها لوجه .
+ + +

المزمور الرابع والثلاثون
شكر من أجل النجاة
ما حملته رسالة بطرس الرسول الأولى ( ص 2 ، 3 ) وغيرها من الرسائل الأخرى من اقتباسات زاخرة من هذا المزمور ، وما ظهر من أصدائه عليها ، لهو دليل قوى على ما تدين به كل الأجيال لهذا المزمور .
كتب داود النبى هذا المزمور عندما غير عقله أمام أبيمالك ، متظاهرا بالجنون ، فطرده الملك .
لقد ذهب مرتين إلى أرض الفلسطينيين [ 1 صم 21 : 4 – 15 ] ، [ 1 صم 27 ، 29 ] .
لقد أخفق اخفاقا ذريعا ولم يسلك بالإيمان . لا يمكننا أن نبرر صنيعه هذا أمام الملك ، متظاهرا بالجنون لخداعه . فالحق والإخلاص والصراحة هى أمور حتمية يلتزم بها المؤمن فى كل الظروف لا مناص منها ، فلا يليق برجل الله أن يلجأ إلى طريق خداع يحمل ضعف إيمان .
إن كان داود النبى قد ضعف فالرب لم يخذله ، وإنما برحمته خلصه . لهذا امتلأت نفس داود بالتسبيح ، مقدما الشكر لله على الدوام من أجل معونة نعمته ورأفته المتحننة .

" أبارك الرب فى كل وقت ،
وفى كل حين تسبحته فى فمى " [ 1 ] .
تعتبر الآيات 1 – 3 تعليقا رائعا على النصيحة المقدمة لنا فى العهد الجديد :
" افرحوا فى الرب كل حين ، وأقول أيضا افرحوا " فى 4 : 4 . فالروحانية الحقة تستعلن خلال الفرح الداخلى الدائم والذى يعبر عنه بالتسبيح الدائم حتى فى أحلك لحظات الظلمة .
عرف المرتل أنه ليس من عمل على الأرض ولا فى السماء أشرف ولا أعظم من التسبيح ، إنه عمل ملائكى !
حينما نسقط فى ضيق يلزمنا أن نتذكر معاملات الله معنا فى الماضى ، ومراحمه غير المنقطعة ، فتتحول قلوبنا إلى الفرح والتسبيح ، إذ تترجى بثقة ويقين مراحم الله الجديدة .

" بالرب تمتدح ( تفتخر ) نفسى ، ليسمع الودعاء ويفرحون .
عظموا الرب معى ، وارفعوا بنا اسمه جميعا " [ 2 ، 3 ] .
الأفتخار أمر طبيعى فى حياة الإنسان ، إن أساء استخدامه صار فريسى الفكر ، أما إن افتخر بضعفاته كما فعل الرسول بولس فينال نعمة الله وقوته ، عندئذ يمتدح الله فى شخصه وسماته ومواعيده وعهده وأعماله العجيبة ...
بالأتضاع والوداعة يدرك الإنسان أن ما ناله من صلاح ليس عن استحقاق ، إنما هو هبة إلهية مجانية ، فيشكر الله على مراحمه التى لا يدركها غير المؤمنين ، ويفرح ويمتلىء رجاء لينال كمال المجد الأبدى .

" طلبت إلى الرب فاستجاب لى ،
ومن جميع مساكنى ( مخاوفى ) نجانى " [ 4 ] .
لقد سمح الله لداود أن يتعرض لمتاعب كى يطلب إلى الله مصليا ، وأحيانا كان يؤجل الأستجابة حتى تتعاظم حاجته إليه فيصرخ قلب داود ، ويعطيه الله دليلا على استجابته ويخلصه .

" تقدموا إليه واستنيروا ،
ووجوهكم لا تخزى " [ 4 ] .
لعل ما هو أعظم من النجاة من الضيق هو التمتع بإشراقات الله على نفسه وسط آلامها .
وسط الآلام نتطلع إلى المصلوب لنشاركه صليبه وننعم بمجد قيامته فى داخلنا .

الله يحوطنا بملائكته :
" يعسكر ملاك الرب حول كل خائفيه وينجيهم " [ 7 ] .
ترسل الملائكة لخدمة معينة لحساب خائفى الرب الذين يرثون الخلاص ، إن كان أعداؤنا كثيرين جدا وأقوياء لكن هؤلاء الرسل السمائيين هم أكثر فى العدد وأعظم فى القدرة . توجد جماعة بلا حصر متفوقون فى القوة يسندوننا .

اختبار عذوبة الله :
" ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ! " [ 8 ] .
استخدمت هذه العبارة فى عب 6 : 5 ، 1 بط 2 : 3 . لتصف الجرأة فى الإيمان ، ولتحث على الدخول إلى الخبرة العملية .
+ كل صلاح نملكه هو تذوق للرب ...
يصير الناس كاملين عندما يدركون أنهم غير كاملين .

الله ملجأ سائليه :
الأشبال بما لها من قوة طبيعية قد تجوع ، أما رجال الله المحبيم له ، الذين يخافونه كأب لئلا يجرحوا مشاعر أبوته الحانية بخطاياهم ، لا يعتازون إلى شىء .
" اخشوا الرب يا جميع قديسيه ،
فإن الذين يخشونه لا يعوزون شيئا .
الأغنياء ( الأشبال ) افتقروا وجاعوا .
إن الذين يبتغون الرب فما يعدمون كل خير " [ 9 ، 10 ] .

هلم أيها الأبناء واسمعونى :
امتاز داود النبى الملك بحبه لشعبه وحنوه عليهم ، يتحدث معهم بكونه خاصته وبنيه .
" هلم أيها الأبناء واسمعونى ،
لأعلمكن مخافة الرب " [ 11 ] .
هكذا إذ يتهلل قلب داود النبى ، وينفتح لسانه بالتهليل من أجل خلاص الرب العجيب ، يشتاق أن يتعلم كل الشعب مخافة الرب ليختبر عذوبة الخلاص .

الجانب السلبى :
" اكفف لسانك عن الشر ،
وشفتاك لا تنطقا بالغش .
حد عن الشر " [ 13 ، 14 ] .
إذ تتقبل فيك كلمة الله يحفظ لسانك عن الشر وشفتاك عن النطق بالغش ، إذ لا شركة بين الخير الأعظم والشر ، وبين الحق والغش .
مسيحنا هو حافظ فمنا وهو باب شفاهنا الحصين ، به تتقدس كلماتنا ، فلا تخرج كلمة شريرة غاشة .

الجانب الإيجابى :
" واصنع الخير " [ 14 ] .
من كلمات القديس أغسطينوس :
+ لا يكفى أن تدير ظهرك للشر فحسب ، وإنما يلزم أن تصنع الخير أيضا .
لا يكفى ألا تعرى إنسانا فحسب ، وإنما يجب أن تكسو العريان .

السعى وراء السلام :
" اطلبوا السلام واتبعها " [ 14 ]
لم يقف المرتل عند الجانب الإيجابى إنما طالب بالجهاد فى طلب السلام ، أى طلب السيد المسيح والجد فى إثره .

الأمان الإلهى :
" فإن عينى الرب على الصديقين " [ 15 ]
يشبه القديس يوحنا الذهبى الفم الله بمربية أو أم تدرب طفلها على المشى ، تمسك بيديه لتتركهما إلى حين ، يسقط ويبكى فى عتاب ، لكن عينيها تتطلعان إليه وأذنيها تستجيبان لصراخه .
هكذا نحن فى حاجة إلى يدى الله المترفقتين ، وفى حاجة أن يبدو كمن يتركنا إلى حين لنصرخ إليه ..

" فإن أذنيه مصغيتان إلى طلبهم " [ 15 ]
صلاة المتواضع تبلغ كما من الفم إلى أذن الله .

" أما وجه الرب فعلى الذين يعملون الشر ،
ليمح من على الأرض ذكرهم " [ 16 ] .
الله الصالح يتطلع بعينيه نحو الصديقين ويميل بأذنيه إلى طلبتهم ، معلنا اهتمامه الشخصى بهم وشوقه نحو إستجابة طلباتهم ... نظرته إليهم وإنصاته لهم يبعثان فيهم الرجاء والحياة . أما صانعوا الشر فيقاومهم وجه الرب .

استجابته لصرخات الصديقين :
" الصديقون صرخوا والرب استجاب لهم ،
ومن جميع شدائدهم نجاهم ،
قريب هو الرب من المنسحقى القلب ،
والمتواضعين بالروح يخلصهم " [ 17 ، 18 ] .
القديس أغسطينوس :
+ " قريب هو الرب ... " يتجه الله نحونا ، حتى أنه يستجيب لنا قبلما ندعوه . أذناه مفتوحان لنا ، يأخذ صلواتنا مأخذ الجد .
+ الله عال ، ويليق بالمسيحى أن يكون متواضعا إن أراد أن يكون الله المتعالى قريبا منه . عليه من جانبه أن يتضع وينسحق .
اتضعوا فينزل إليكم .

يقدم لنا المرتل وعود إلهية بالتدخل لخلاص أولاد الله ، إذ يقول :
" كثيرة هى أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب " [ 19 ] .
الأبرار ينعمون بالسلام الأبدى بعد كثرة الشدائد ، ولا يقاسون بعد من أى شر .

" يحفظ الرب جميع عظامهم ، وواحدة منها لا تنكسر " [ 20 ] .
تنطبق هذه العبارة على السيد المسيح حرفيا كما أوضح العهد الجديد ( يو 19 : 31 – 37 ) ، وتنطبق بمفهومها الرمزى على داود النبى وجميع المؤمنين خائفى الرب حيث لا تنكسر عظمة واحدة من هيكل إيمانهم الحى .

يختم المرتل المزمور بروح التهليل وتمجيد الله مخلص خائفيه ، قائلا :
" الرب ينقذ نفس عبيده ،
ولا يندم جميع المتكلين عليه ! "
إنه منقذنا من كل مرارة ، خاصة مرارة الخطية المهلكة للنفس !
+ + +
المزمور الخامس والثلاثون
صرخة طلبا للعون
سواء كتب هذا المزمور كملازم للمزمور 34 أم لا ، فحسن أنه وضع بعده مباشرة . ويكمن السبب ليس فقط فى تشابه الصيغ ووجود مقابلات بينهما [ خصوصا الحديث عن ملاك الرب الذى لا يوجد فى أى موضع آخر فى سفر المزامير سوى هنا فى المزمور 34 : 7 ؛ والمزمور 35 : 5 ، 6 ] ، وإنما يكمن السبب أيضا فى الحديث هنا عن نوع الظلمة التى تبددت فى المزمور السابق .
الخلاص الذى احتفل به فى المزمور السابق نراه الآن لا يتحقق سريعا ولا بدون ألم ، إنما يتعرض المؤمن لآلام قد يطول أمدها إن شاء الله ذلك ، غير أن داود النبى لم يشك قط أن يوم النجاة آت حتما . مع كل استغاثة تصدر عن قلبه طلبا للعون تتطلع أنظاره إلى لحظة النجاة الأكيدة ، لذلك يختتم كل قسم من أقسام هذا المزمور الثلاثة بالرجاء ، ويعتبر هذا المزمور مرثاة شخصية .
يتضرع داود النبى فى هذا المزمور إلى الديان العادل ضد أعدائه الذين أبغضوه وأصروا على اضطهاده ، ويفترض أنهم شاول ورفقاؤه ( 1 صم 25 : 9 – 15 ) . لأن الكلمات التى يبدأ بها هذا المزمور مذكورة فى ذلك الإصحاح .

" دن يارب الذين يظلموننى ،
وقاتل الذين يقاتلوننى ،
خذ سلاحا وترسا ،
وانهض إلى معونتى .
استل سيفك وسيج مقابل الذين يضطهدوننى .
قل لنفسى : إنى أنا هو خلاصك ! " [ 1 – 3 ] .
يرفع المرتل دعواه أمام الله العادل كى يدافع عنه وينتقم له . فالمزمور فى كليته هو توسل صادر عن قلب له دالة لدى الله وضمير خالص ، متمرر بسبب ما يعانبه من قهر واضطهاد . حقا ، يصعب على الإنسان أن يحتمل الظلم والجحود ، لكن بالحياة المقدسة فى المسيح يسوع والصلاة بانسحاق يقف الله بجوارنا فى صفنا ويعمل لحسابنا .

" فليخز ويخجل جميع الذين يلتمسون نفسى ،
وليرتد إلى الوراء ،
ويخز الذين يتآمرون على بسوء " [ 4 ، 5 ] .
لقد التمسوا نفس السيد المسيح لا ليتمتعوا بها وإنما ليهلكوها ، أما السيد فلم يمنع نفسه عنهم ، بل قال لهم " من تطلبون ؟ " يو 18 : 8 ، وللحال تحققت النبوة إذ رجعوا إلى الوراء ( يو 18 : 6 ) ، أما هو فسلم نفسه إليهم . لقد طلب منه القديس بطرس أن يهرب من صالبيه ، قائلا : " حاشاك يارب " ، أما هو فقال له : " اذهب عنى يا شيطان " مت 16 : 23 .

" وليكونوا مثل الهباء أمام وجه الريح ،
وملاك الرب يضيق عليهم " [ 5 ]
حدثنا المرتل فى المزمور السابق عن ملاك الرب الحال حول خائفى الرب يخلصهم ، وهنا يظهر ذات الملاك ليضيق على من ضايقوا الأتقياء ... إنه يفرح قلوب الصالحين ويهلك الأعداء الأشرار المصرين على عدم التوبة .

" لتكن طريقهم ظلمة وعثرة ،
وملاك الرب يضطهدهم " [ 6 ]
هم يضطهدون أولاد الله الذين يتشبهون بملائكته ، فيرسل الله ملاكه يضطهدهم . فى كبريائهم رفضوا السيد المسيح الوديع والموتواضع القلب ، رفضوا شمس البر فصار طريقهم ظلمة وعثرة . من لا يقبل المسيح طريقا له يصير إبليس طريقه ، عوض النور يختار الظلمة .

" اجتمعوا على وفرحوا ،
اجتمعت على السياط ولم أعلم .
انشقوا ولم يندموا .
جربونى واستهزأوا بى هزءا ، صارين على أسنانهم " [ 15 ، 16 ] .
ما أعلنه المرتل هنا قد تحقق كنبوة فى شخص السيد المسيح الذى جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله ، انشقوا عليه ولم يندموا ، جربوه وسخروا به وأصروا بأسنانهم كى يفترسوه !

" لا يشمت بى الذين يعادوننى ظلما
الذين يبغضوننى مجانا ،
ويتغامزون بالأعين .
لأنه إياى كانوا يكلمون بالسلام ،
وفكروا مكرا بالغضب ،
فتحوا على أفواههم ،
وقالوا : نعما ، نعما ، قد رأيت أعيننا " [ 19 ، 20 ] .
لقد استهزأ الصالبون بالمسيح ، قائلين : " تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك ؟ " مت 26 : 68 ،
" يا ناقض الهيكل وبانيه فى ثلاثة أيام خلص نفسك ، إن كنت ابن الله انزل عن الصليب فنؤمن بك " مت 27 : 40 ،
" خلص آخرين ، وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها ، إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به " مت 27 : 42 .

استيقظ يارب :
تتوقف شماتة الأعداء بإعلان قيامة المسيح غالب الموت ، كمن يستيقظ من بين الراقدين .
" قد رأيت يارب فلا تصمت ،
يارب لا تتباعد عنى .
استيقظ يارب وانظر فى حكمى .
إلهى وربى انتقم لى .
أقض لى مثل عدلك ياربى وإلهى .
لا يفرحوا بى ولا يقولوا فى قلوبهم : نعما نعما لأنفسنا .
ولا يقولوا بأننا قد ابتلعناه ...
ليخز ويخجل جميعا الذين يفرحون بمضراتى ،
ليلبس الخزى والعار المعظمون على كلامهم .
يبتهج ويسر الذين يريدون برى .
وليقل فى كل حين : ليتعظم الرب الذين يريدون سلامة عبدك .
لسانى يلهج بعدلك واليوم كله يحمدك " [ 22 – 28 ] .
تكشف هذه العبارات عن ثمار عمل الصليب والقيامة فى حياة المؤمن ، يختتم المزمور بالهتاف والتسبيح لله الذى يقيمنا من موت الخطية .
+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shababelmalak.all-up.com
shababelmalak
Admin
shababelmalak


عدد الرسائل : 228
الموقع : shababelmalak.all-up.com
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

سفر المزامير من 33 : 35 Empty
مُساهمةموضوع: شكرا على مساهمتك   سفر المزامير من 33 : 35 I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 15, 2007 6:11 pm

شكرا على الموضوع الجميل ده وربنا يعوض تعب محبتك


سفر المزامير من 33 : 35 Cards0vypk3

سفر المزامير من 33 : 35 Sharek
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shababelmalak.all-up.com
 
سفر المزامير من 33 : 35
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات الكتابيه :: منتدى تفسير الكتاب المقدس-
انتقل الى: