القديس توما الرسول له 3 مواقف : 1- مستعد للموت :
هذا الموقف فى قصة موت لعازر (يو 16:11) يقول القديس توما: "لنذهب نحن أيضاً لنموت معه".
السيد المسيح فى (أع
يقول: "لنذهب إلى اليهودية أيضاً".
فقال له التلاميذ "اليهود كانوا يطلبون أن يرجموك وأنت تذهب إليهم".
تسرب إلى فكر التلاميذ أن المسيح خاف للذهاب.. فموت لعازر وجعلهم يخافوا فليس هناك مبرر للذهاب..
توما ظن أن المسيرة مع المسيح هى موت ونسى أنها حياة، لكن فى الحقيقة المسيرة مع المسيح هى موت وحياة أيضاً.
كل إنسان وهو على عتبة التكريس له هذا الحماس.. وينسى عواقب الطريق لأنه يكون كل هدفه هو المسيح "لنذهب نحن أيضاً لنموت معه".
توما لم يكن استعداده إيمانى إنما كان انفعالى.. هذا الانفعال جيد ولكنه غير ناضج.
"أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا" (يو 5:11). ثم تمت معجزة قيامة لعازر من الأموات.
هذا يعنى أن المسيرة مع المسيح موت كل يوم ولكن فى حقيقتها قيامة أيضاً.
المسيرة مع المسيح مغامرة والمسيح كفيل لقيادتها.
2- إنسان متحير وحائر :
فى (يو5:14) "يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق".. هذا السؤال سأله توما للسيد المسيح وهكذا كل من بدأ بانفعال عاطفى نجده يتساءل نفس السؤال وهو فى منتصف الطريق قائلاً: "ما الذى جعلنى تركت الدنيا وجئت؟ تركت مستقبلى.. شهادتى.."، "كيف نعرف الطريق؟".
تحول الشخص المستعد للموت إلى شخص متسائل ومتحيز لم يعرف الطريق، المسيح يوعده قائلاً: حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق.. "أنا هو الطريق والحق والحياة" هذا هو جوهر طريق التكريس "أنه المسيح هو الطريق والحق والحياة".
"وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدس لا يعبر فيها نجس بل هى لهم. من سلك فى الطريق حتى الجهال لا يضل. لا يكون هناك أسد وحش مفترس لا يصعد إليها. لا يوجد هناك. بل يسلك المفديون فيها. ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنم وفرح أبدى على رؤوسهم. إبتهاج وفرح يدركانهم. ويهرب الحزن والتنهد" (أش 8:35-10).
هذه الكلمات التى ذكرت فى سفر أشعياء كأنها موجهة لتوما لتطمئنه قائلة: "مادمت أنت فى فحتى الجهال لا يضلوا".
مشكلتنا أننا قبل دخول السكة نكون مركزين فى المسيح ولكن بعد دخولنا الطريق ننشغل عنه.. بعد الحماس والتعلق بالمسيح تظهر اهتمامات أخرى تشغلنا عن المسيح.. هنا يعاتبنا المسيح قائلاً: "أنا هو الطريق.." الطريق وليس الخدمة..
المسيح هو : التناول - الميطانيات - القلاية - الخدمة، قد يكون هناك إنسان يكمل قانونه ويلتزم بقلايته ولكن المسيح خارج منهجه.. فهو إنسان بعيد عن المسيح.
? الطريق : فالمسيح مدخلنا للسماء.. ليس طريق التكريس فقط لذلك فى (عب 19:10) يقول: "طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أى جسده".
? توما يراجع نفسه على انفعاله ويتساءل "أين هو الطريق.." لأجل هذا التساؤل لابد أنه فى النهاية سيصل.
? الحق : الحق الإلهى هو فعل "من يفعل الحق يقبل إلى النور" (يو 21:3) التكريس هو فعل حقيقى.
الحق = البر فى اليونانى والقبطى.
المسيح هو البر والحق والصديق الذى نسعى إليه.
المسيح هو الطريق الذى أسلك فيه والبر الذى أفعله للحصول على المسيح لابد من البحث عنه.. هناك ضعفات تقابل الإنسان فى الطريق تطفئ فرحته... لتكن عيوننا على المسيح كهدف نهائى.
يؤلمنا فى الطريق أننا لم نستطيع تحقيق كل البر.. وهنا المسيح يعزينا لكى لا ننشغل ونتضايق لهذا الأمر "أنت شفاؤنا.. قيامتنا.. برنا".
P من يقتنى المسيح أقتنى البر. P من يقتنى المسيح أقتنى الحق.
المسيح فى كلمات قليلة صحح مسيرة توما لأنه "ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى" (يو 6:14).
? الحياة : الحياة هى الملكوت التى لا تغلب.
فهو ينبوع الحياة.. فالموت لم يستطع أن يمسكه.. "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" (يو 4:1)، فكل من تكرس للمسيح صار نوراً.. وصارت فيه الحياة التى لا يمكن للموت أن يغلبها الحياة التى أخذناها فى الإفخارستيا لا يستطيع سيوف الحكام أن تطفئها والموت الذى يهددنا به الحكام لا يستطيع أن يزعزع هذه الحياة التى أخذناها فى المسيح "أنا حى وأنتم ستحيون" (يو 19:14).
الذى هو يمشى معى فى الطريق.. ويأخذ البر.. ويقتنى الحياة.
3- ضعيف الإيمان :
توما بعد الانفعال والتساؤل أيضاً بطئ الإيمان..
مشكلة توما هو أنه أنفصل عن الجماعة..
الخروج للوحدة لابد أن يكون بدون انعزالية عن المسيح..
توما لم يكن مع أخوته لذلك لم ير المسيح مع أخوته "أما توما لم يكن معهم حين جاء يسوع" (يو 24:20).
عندما أنعزل توما عن الجماعة لم ير المسيح.
"بعد ثمانية أيام جاء المسيح وكان توما معهم" (يو 26:20)، عندما انضم للجماعة استطاع أن يرى المسيح "مغبوط هو المجمع الذى يكشف ضعفات الأخ" .. كشف هذه الضعفات ليس للفضيحة إنما للتهذيب.
فى يوم الخمسين "كان الجميع معاً بنفس واحدة" (أع 1:2)، "كان كل شئ بينهم مشتركاً" (أع 44:2).
المسيح هناك إذا كانوا معاً.. عندما توما قال "إن لم أبصر فى يديه أثر المسامير وأضع أصبعى فى أثر المسامير واضع يدى فى جنبه لا أؤمن" (يو 25:20). كان توما يريد من هذه الكلمات (أبصر - أضع) حسيات وحقائق.
هنا المرحلة الثالثة من التكريس.. توما دخل إلى الواقعية..
أريد أن أعانق المسيح وأدخل فى عشرة معه.. الذى دخل فى البتولية فهو دخل الأبدية منذ الآن.
"كان التلاميذ أيضاً داخلا وتوما معهم" (يو 26:20) الكنيسة هى الاجتماع - جماعة المؤمنين توما كان معهم فى العمق - لذلك وجد صيداً ثميناً.
"فجاء يسوع والأبواب مغلقة" (يو 26:20).
داخل مشغوليات الخدمة لابد أن يكون هناك لحظات هادئة.
الحواس مغلقة.. فالمسيح يأتى للتعزية، عندما أضعف وأطلب الحسيات يأتى المسيح ويعطينى هدوء وسلام وتعزية.
"طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو 29:20) عتاب المسيح للنفس المكرسة فهو كشف جنبه وطلب من توما أن يرى ويضع يده.. فالشكوك التى تحاربنا فى طريق التكريس لابد أن نشكوها للمسيح فهو يدعم إيماننا.
"ربى وإلهى" (يو 28:20)، تعنى "حبيبى لى وأنا له" (نش 3:6).
"إعلان لتجديد عهد التكريس".. تسجد النفس المكرسة للمسيح تجدد عهدها للمسيح قائلة: "ربى وإلهى وعريس نفسى الغالية".
"أكلنا وشربنا معه" هذا بعد قيامته.. فهذا جعل توما وبقية التلاميذ يكرزون فى العالم بقوة ولا يهابون
ما يصادفهم من مصاعب ومشقات.